تحقيق : سيد عبد الفتاح

ذهبت لفيلم "صعيدى فى الجامعة الأمريكية" و لا تزال المشاهد االكوميدية لفيلم إسماعلية رايح جاى ماثلة فى مخيلتى، فالكل بمن فيهم أنا كان سبب ذهابهمالأول للفيلم محمد هنيدى و فيلمه السابق الذى أثبت فيه مواهبه الكوميدية بما لايدع مجالا للشك.ش

 

  وبينما نحن أنفسنا لوليمة كوميدية أذا بنا نفاجأ أن الكوميديا ليس المحور الأساسى للفيلم و أن كانت تحتل جزء ا لا بأس به. كما أن محمد هنيدى لا يعتبر البطل المطلق للفيلم خاصة و أن هناك العديد من المشاهد الذى يمكن حذفها بدون تأثير البناء الدرامى للفيلم كمشهد التاكسى و بداية الفيلم.ش فاسم الفيلم و بطله و بعض مشاهده و طريقة كتابة اسمه و تصويره على أفيشات الفيلم و الشريط الذى يحمل أغانى الفيلم ، كل هذه ما هى الأ توابل و بهارات الصيف كل الغرض منهاا جذب الجمهور للفيلم مع الأعتماد على شهرة فيلم إسماعلية رايح جاى و دور هنيدى فيه. وليس معنى ذلك أن الفيلم خالى من المضمون ، بل بالعكس فوجئنا بفيلم يحمل مضمونا و قصة و هذا شئ نادر فى ظل أزمة السينما و التى أعتبرها أزمة تأليف و إخراج قبل أن تكون إنتاجا فى المقام الأول.ش

 

وكنت دأئما أردد بين أصدقائى قبل عرض الفيلم أنه - أى فيلم - أن كان مكتوبا بشكل صحيح فأنه "هيكسر الدنيا" و كنت أقصد الكوميديا و المواقف التى يمكن أن يخلقها وجود صعيدىى فى وسط المتأمريكين. و القصة و هى رأيى سبب نجاح الفيلم الأول و تحقيقه لأعلى الأيرادات فى تاريخ السينما المصرية مست الأوتار الحساسة للشباب بل و لعبت عليها بمهارة عازف محترف. فالشباب يمثلون نسبة 90 % من جمهور السينما و أن كان الفيلم قد أستطاع أن يجذب جميع الأعمار ، فالقصة الجيدة ليس لقرائها عمر محدد. ناقش الفيلم الحب الأول و الصداقة كما ناقش ظاهرة المتأمركين و موقفنا كعرب من اسرائيل فى المشهد الذى أثار ضجه كبيرة عند حرق العلم الاسرائيلى فى أحد المظاهرات داخل الجامعة الأمريكية و طرق الشباب فى البحث عن المال و الأحباط و الفشل و النجاح و العزيمة و أظن أن هذه المشاكل أحق أن تناقش من مشاكل رسالة الى الوالى أو البطل. الشباب يريد من يخاطبه ، يكلمه ، يفهمه و يحس به و قد نجح الفيلم فى هذا بدرجة إمتياز. و أن كنت اعيب و اعيب على صانعى الفيلم ذلك المشهد الذى أحضر فيه زميل خلف (محمد هنيدى) فى الفيلم امرأه "مومس" إلى المنزل لتفريغ الكبت فهل يا إخوانى هذا تصوركم عن شباب مصر ........!!! و كذلك التضخيم لمحمد هنيدى فى الأفيشات و تحجم باقى الأبطال. كذلك أن الفيلم يعتبر هنا هو البطل بمنظومة متكاملة من الأبطال التى لو حذف دور أحد منهم لاختلت. فكل من بالفيلم أبطال و من الظلم التركيز على واحد فكيف و هو دوره عادى . و الأغانى فى الفيلم مقحمة و ليس لها داعى اللهم الا تقليد نجاح كامننا و أن صاحب هذه الفكرة نسى أن صاحب كامننا المطرب محمد فؤاد. ش

 

مدحت العدل صاحب قصتنا هنا أوجه له تحيه خاصة فهذه القصة ليس غربا أن تصدر منه فهو صاحب أمريكا شيكابيكا و صاحب الأغانى الرومنسية الجميلة لكثير من المطربين و أظن أنه وصل لمرحلة النضج الفنى. و بالنهاية أوجه تحية لكا من شارك فى الفيلم سواء أن كان هناك نية مبنية لأخراج مثهل هذا العمل الجميل أم أنه جاء من غير قصد و أتمنى أن لا يقعوا فى فخ التقليد فى فيلمهم القادم همام فى أمتردام خاصة و أنه يناقش غربة و نجاح المصريين فى الخارج.ش