هشام عبد الخالق

سينما زمان شئ جميل و رائع عندما أنتج أول فيلم في الإسكندرية عاصمة الثقافة في نفس الوقت في باريس لفتت مصر أنظار الوطن العربي و العالم إلى هذه الصناعة الجديدة التي دخلت الوطن العربي عن طريق مصر. فصر دائما هي الرائدة في جميع المجلات. فخلقت لنا السينمات كبار الممثلين و الممثلات الذين أبدعوا في هذا المجال. فكان المشاهد يستمتع بمشاهدة الأفلام التي تعرض في السينما فكان يشاهد الفيلم أكثر من مرة دون الشعور بالملل ، فكانت توجد جميع أنواع السينما في مصر منها الكوميديا و التراجيديا. وبعد مرور السنين و العقود صرنا في زمن الإنترنت و الفضاء المفتوح و الديجيتال هل من الممكن أن نتقبل هذه النوعية من الفنون التي تقدم في هذا الزمن أم ماذا ؟ سؤال أردت الإجابة عنة. هل صار مستوى المشاهد المصري إلى هذا المستوى من الفن و نحن الرائدين ؟ فهل السينما تريد غرفة إنعاش و غرفة عمليات لتغير أعضائها الجسدية أم …………ش
مهرجان مصري عالمي للأفلام لا يحتوى آلا على أربع أفلام مصرية فقط و فيلم مصري واحد في المسابقة الرسمية هل هذا خطأ أم ماذا ؟ فصارت الأفلام تتناول نفس القصة و لكن بمظهر أخر و المواضيع سطحية لا تعرض أي قضيه يعيشها المجتمع العرى أو المصري. فصارت الأفلام متشابه و واحدة و بعض بالله يكون في العون. و الكارثة أن المشاهد يدفع ليدخل فيلم فاشل في رائي و هو عظيم في رائيه ، فيلم لا ينتمي إلى الفن السابع بآي صلة لا من قريب أو من بعيد. فمن المسئول عن أزمة السينما في مصر ؟ و لكن أنا لا أقلل من جميع الأفلام التي تعرض فمنها الرائع و الجميل الذي يجعلنا نحس أن الدنيا و السينما ليسه بخير و لكنى أردت أن أقفو أحقق مع الهابط منها.ش
الإنتاج أصبح يسعى إلى المكسب السريع الذي يقول أنا أريد أن أنتج فيلم و أحصل على المكسب في أسرع وقت ممكن. و لا يهمه إذا كان الموضوع هداف أم لا. فهو يريد الكاتب و السيناريست أن يكتب له فيلم على الموضة و كأنه يحيك بدله فهو يريد الفيلم به بعض المشاهد الجنسية فالمهم جنس و بس لا يهمه إذا كان المشهد الجنس يتوافق مع الفيلم أم لا و بعض الأغاني الروشه على حد قوله و بعض الرقصات إذا أمكن ليضيف إلى الفيلم بعض التوابل و بالطبع فيلم بدون موضوع يحتوى على بعض المواقف الكوميدية التي لابد أن تتواجد ليكتمل الفيلم و لتكتمل التفصيلة. هذه هي بعض نوعية المنتج الذي ينتج مثل هذه الأنواع من الأفلام. وهذه حادثة حدثت أمامي في الواقع في أحد الدول العربية مع أحد هولاء المنتجين. فبعد هذا الحوار سالت المنتج ما هي دراستك فقال لي : "أنا رجل أعمال" فسألته مرة أخرى ما هي نوع الأعمال التي تعمل بها فقال : "هذا و ذاك" فصممت أن أعرف فقال : "تجارة القماش" فوقفت و نظرت له باستغراب و قلت : "ماذا ؟ و ما علاقة هذا بالسينما يا أخي الكريم " فرد بجواب مقنع : "بز نس". هذه هي النوعية التي تقدم لنا الأفلام.ش
نرجع إلى ركن أخر من أركان هذه الصناعة و هو الممثل الذي مغلوب على أمره فأما يمثل ما هو موجود أو يجلس في البيت بدون عمل. و هنا تبدأ الكارثه في استهتار بعض الممثلين في أداء أدوارهم الذي يقدموها. فبعضهم يتعارك مع المنتج أو المخرج لسبب ما فيترك التصوير فيؤجل تصوير الفيلم إلى ساعات و أيام و أشهر و ممكن لسنين ، فيعتز عن عدم تكملة الفيلم و هذا كان واضحا في أحد ندوات مهرجان الإسكندرية السينمائي الرابع عشر الذي قال فيه المنتج أن من المفروض أن يكون بالفيلم ثمان استعراضات تم تجهيزها و لم تسجلها البطلة بصوتها فحذفت من الفيلم بعد دفع مبلغ كبير مقابل هذه الاستعراضات. أليس هذا استهتار من الفنان .! و هناك ألف طريقة للتهرب من القوانين و شروط العقد.ش
ويأتي الركن الأهم و هو أنت و أنا الذي يدفع ثمن التذكرة لدخول الفيلم و بعدها يتذمر و يقول أزمة السينما ، و أين المسئولون من أزمة السينما ؟ أنت يا عزيزي القراء أحد أعضاء هذه الأزمة فأنت الذي تتلقى مثل هذا الفن الهابط و تدفع لتشاهده فيجعل المنتجين ينتجون أكثر فأكثر. فذوق المشاهد لابد أن يعاد تربيته من جديد وذلك لأنه يوافق على كل ما يقدم له من هذا الفن الهابط و يدعوا أصدقائه أيضا أن يشجعوا هذا النوع من الفن.ش
فالفن الذي يناقش قضايا المجتمع هذه الأيام يبرز الشعب المصري أغلبه مدمنون و قواضون و ساقطات و منحرفون جنسيا و سياسيا ، فأين السينما المصرية من الشرفاء و النبلاء و الكوادر المنتجة في مصر. فمصر بها أحمد زويل و كثير مثله يحاولوا رفع أسم مصر في الخارج إلى العالمية و التقدم. و مصر بها جمال عبد الناصر و أنور السدات و سعد زغلول و عرابى و زعماء و قادة عظماء حافظوا على أسمها ، فأين أنتم من هذه الأسماء……! لماذا لا ننتج فيلم عن تاريخ هولاء و ذلك بسب عدم وجود مواقف جنسية في حياتهم أم ماذا ؟ فأنتم الكتاب و المنتجون و المخرجون هم الذين يختاروا أشكال الشخصية الذي سيرسمها في الفيلم. فليست أزمة السينما في غرفة صناعة السينما أو في سعر التذكرة الموحدة أو الخصخصة و لكن في رائي هي أنتم من يقدم لنا هذا النوع من الأفلام.ش